ما هو طب الأسنان ؟
أولاً، دعنا نتحدث عن تاريخ طب الأسنان.
يعود تاريخ طب الأسنان إلى العصور القديمة، حيث وجدت أدلة على ممارسة علاج الأسنان في بلاد السند وإيطاليا قبل أكثر من ستة آلاف سنة¹². كما أن الحضارة المصرية والبابلية والصينية والهندية واليونانية والرومانية كانت تهتم بصحة الأسنان وتستخدم مواد وأدوات مختلفة لعلاجها³.
لكن ربما كان أبرز الإسهامات في تطور طب الأسنان قادمة من الحضارة الإسلامية، حيث أن العديد من الأطباء والعلماء العرب والمسلمين قاموا بدراسة وتوثيق وابتكار طرق وتقنيات جديدة في مجال طب الأسنان.
من بين هؤلاء العلماء نذكر:
– أبو بكر الرازي
(854-925 م)، الذي كتب عن التشخيص والوقاية والعلاج للأمراض المختلفة التي تصيب الفم والأسنان، مثل التجويفات والتهابات اللثة والخراجات⁴.
– أبو القاسم الزهراوي
(936-1013 م)، الذي يعتبر والد علم الجراحة، وكان أول من زرع الأسنان باستخدام عظام الحيوانات، وأول من صنع المشابك السنية لتقويم الأسنان، وابتكر أكثر من 200 أداة جراحية للاستخدام في علاج الأسنان⁵.
– ابن سينا
(980-1037 م)، الذي كتب في كتابه الشهير “القانون في الطب” عشرات الموضوعات المتعلقة بطب الأسنان، مثل تشريح وفسلجة وأمراض وعلاجات الفم والأسنان، وكذلك استخدامات المواد المخدرة والطبية للأسنان⁶.
– ابن رشد
(1126-1198 م)، الذي شرح في كتابه “الكلية في طب” كتاب ابن سينا “القانون في الطب”، وأضاف بعض الملاحظات والآراء حول طب الأسنان⁷.
– ابن زهر
(1091-1161 م)، الذي كتب في كتابه “التيسير في المداواة” عشرات الموضوعات المتعلقة بطب
بعد أن تحدثنا عن تاريخ طب الأسنان وإسهامات العلماء العرب والمسلمين فيه
لا بد أن نلقي نظرة على الحاضر والمستقبل، وكيف أثرت التكنولوجيا على هذا المجال الطبي المهم. إن التكنولوجيا هي المحرك الرئيسي للتطور والابتكار في كل مجالات الحياة، وطب الأسنان لم يكن استثناءً من ذلك. فقد شهد طب الأسنان تغييرات جذرية في السنوات الأخيرة بفضل استخدام التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها من الوسائل التكنولوجية المتقدمة. فما هي أبرز التطبيقات التكنولوجية في مجال طب الأسنان؟ وكيف تؤثر على جودة الخدمات ورضا المرضى؟ – التشخيص: يستخدم طب الأسنان الرقمي تقنيات التصوير الشعاعي والضوئي للحصول على صور دقيقة وواضحة للفم والأسنان، مما يسهل على طبيب الأسنان تحديد المشاكل والحالات المرضية بشكل أسرع وأفضل. كما يستخدم طب الأسنان الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه الصور وإعطاء تشخيص موثوق به، بالاستعانة بقواعد بيانات ضخمة من حالات سابقة³. – تقويم الأسنان: يستخدم طب الأسنان تقنية Invisalign لتصحيح ترتيب ومحاذاة الأسنان بشكل جميل وغير مؤلم. هذه التقنية تعتمد على صنع قوالب شفافة للأسنان باستخدام ماسح ضوئي رقمي، ثم تصميم خطة علاجية باستخدام برامج كمبيوتر، ثم طباعة هذه القوالب باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد. يضع المريض هذه القوالب على أسنانه لفترات محددة، حتى يتحقق التصحيح المطلوب
– زراعة الأسنان
يستخدم طب الأسنان تقنية CEREC لزراعة أسنان اصطناعية في جلسة واحدة، دون الحاجة إلى قوالب أو مختبرات أو انتظار. هذه التقنية تعتمد على استخدام ماسح ضوئي رقمي لإلتقاط صورة للسن المراد زراعته، ثم تصميم التاج الاصطناعي باستخدام برنامج كمبيوتر، ثم تصنيعه باستخدام جهاز يحفر السيراميك، ثم تثبيته على السن بواسطة طبيب الأسنان.
هذه بعض من التطبيقات التكنولوجية في مجال طب الأسنان، ولكن ليست كلها. فهناك المزيد من الابتكارات والاختراعات التي تساعد في تحسين صحة وجمال الأسنان والفم. ولا شك أن التكنولوجيا ستستمر في المساهمة في تطور هذا المجال الطبي المهم.
